الاثنين، 11 مايو 2009

التسلط

لاشك أن جميع المجالات في الحياة سواء التربوية أو الاجتماعية أو السياسية تحتاج إلى فن الإدارة وحسن التعامل معها، لأن نجاح الإدارة سوف ينعكس تماماً على مسيرة العمل وإنتاجه وتحقيق جميع أهدافه، ولهذا فإن معظم الخلل أو الفشل الموجود في بعض المؤسسات الحكومية أو المجالات التربوية والاجتماعية والأسرية ليس من منصب الإدارة وموقعها ومهامها وإنما هو سوء فهم لمعنى الإدارة وأهميتها مما أدى إلى دفع البعض إلى ترشيح نفسه من دون النظر إلى مؤهلاته وقدراته، لأن البعض قد يظن أن الإدارة هي موقع للراحة والاستجمام والتسلط على الآخرين وإلقاء كامل المسؤولية عليهم، لأن البعض ينظر إلى موقع الإدارة أنه تشريف وليس تكليفاً، فنجد على سبيل المثال المدرس الذي ينزعج من تحمل المسؤولية داخل المدرسة فيعاني من ضبط الطلاب وتربيتهم والارتقاء بهم إلى مستوى أفضل لا يلجأ إلى تطوير قدراته وإمكانياته وتقوية نقاط ضعفه وإنما يلجأ إلى ترشيح نفسه للإدارة للتخلص من أعباء وأتعاب هذه المهنة، لأن بعض المسؤولين والمديرين من أول يوم يباشر به عمله فإن مركز وجلّ اهتمامه ليس خدمة هذه المؤسسة والنجاح بها وتطويرها إلى الأفضل وإنما مركز اهتمامه وقلقه هو سلطته ولذلك فإن هذا الاهتمام سوف ينعكس على سلوكه وأدائه في عمله فيصبح نجاح العمل هو مقدار ما ينفذ من أوامره، فالمهم أن تنفذ أوامره بأي وسيلة أو طريقة كانت ولو على حساب مصلحة العمل، فهو لا ينظر إلى الموظف أنه جزء من العمل ويجب مشاورته والتحاور معه للاستفادة من خبرته وإنما ينظر للموظف أنه مجرد آلة لتنفيذ الأوامر وحتى تقييمه للأداء الوظيفي سوف يصبح بمقدار مدى استجابة الموظف لأوامره، وإن اختلف معه الموظف على مصلحة العمل ولم يطعه في تنفيذ أوامره فإنه سوف يؤثر على أدائه الوظيفي ومستقبله، لأن بعض المديرين لا ينظر حتى إلى المراقب أو المسؤول والمرجع التابع له على أنه جزء من العمل ومكمل له لمساعدته وتطوير قدراته وإمكانياته وتسديد أي خلل في إدارته وإنما ينظر إليه نظرة ترقب وحذر من أن يسدد عليه نقطة ضعف أو خلل تؤثر على سلطته ومنصبه.ولذلك فإن كان تعاملنا مع موظفينا هو سلطتنا فإن نمط تفكيرنا سيكون وبشكل تلقائي هو الحفاظ على هذه السلطة بأي أداة أو أسلوب، وبالتالي فإن نمط سلوكنا سوف يكون عدوانياً ودكتاتورياً من غير أن نشعر به.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق