الثلاثاء، 19 مايو 2009

المسؤول الجاد المتواضع يحزن المكان وأهله لرحيله

عجبا من ذلك التسلط والتعقيد الإداري لبعض الأنظمة وعجبا لأشخاص تبوؤوا المكان فزادوه تعقيدا. يعيش من بداخله أزمات نفسية وعقلية ولا يرى متنفسا إلا عندما يخرج من عتبات ذلك المكان أو يرى وجها غير الوجه التسلطي الإداري الذي فيه. عندما يذكر لهذا الهارب من شبح التسلط الإداري شخص ذلك المسؤول ينعقد لسانه ويعجز عن الكلام لأن حسناته أعظم وأكرم من أن تذهب لذلك الشخص الذي بعدت روحه ودمه عن قيم النبلاء أو حتى عن حسن الكلام والأدب. ربما تناسى ذو القيمة الوظيفية فقط أن من حوله هم شهداء له أو عليه عند موته، فبأي صورة يوصف وبأي قيمة يذكر. ليس هذا هو مقصود مقالي فقد يمر عليك أمثاله كثر، ولكن قلمي أجبرني أن أذكر الوجه الآخر لذلك الكريم النبيل الذي لم يزده كرسيه شرفا بل زاد هو المكان بشرفه وطيبه وحسن أدبه وحكمته في قيادته وإدارته للمنظومة التي يعمل بها وللأشخاص الذين يعمل معهم وبينهم.القاسم المشترك بين ذلك النبيل ومن هم على شاكلته هو تعبيرات من حولهم عندما تسألهم عنهم. فتتوحد عندهم الكلمة ويعجز عن ذكر نبلهم الوصف. هم ليسوا بشرا غير البشر أو من كوكب غير الكوكب ولكنهم أناس كرماء بسطاء يتعاملون مع كل من حولهم بنية المسلم الصافية الكريمة الذي يحب لأخيه ما يحب لنفسه. هدف أولئك النبلاء هو خدمة من حولهم وترقية المنظومة التي يعملون بها فأحبتهم الدار ومن فيها ومن حولها. وعندما يحين موعد رحيلهم يحزن المكان بمن فيه ومن حوله وتكون المصيبة مصيبتين، مصيبة فراق ذلك النبيل الذي هو لمن حوله بمثابة الدفء ومصيبة ذلك الهاجس الذي يرهق الأذهان عن طبيعة الشخص الذي سيخلفه. وعندها يحسن للمكان ومن فيه ومن حوله أن يقولوا اللهم أجرنا في مصيبتنا وأخلفنا خيرا منها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق