الأربعاء، 20 مايو 2009

عاصفة جامعة الكويت

من أهم الموضوعات التي يستهل بها البغيلي كتابه موضوع التوزيع الجغرافي-الديموغرافي لطبيعة كليات جامعة الكويت، والتي تقوم على الولاءات القبلية والمذهبية والطبقية، سواء على مستوى أعضاء هيئة التدريس أم العاملين بالجامعة، أم على مستوى الطلبة، و هو أمر ملفت للنظر حقا. ويقدم البغيلي مثالا صارخا على ذلك التوزيع الديموغرافي عندما أشار إلى أن القوائم الطلابية المتنافسة في كل كلية تقوم على الأبعاد الإثنية المذكورة سلفا. إن القوائم المتنافسة في كلية العلوم الإدارية يجب أن تحمل أسماء تمثل الطبقة التجارية، بينما في كلية الآداب والتربية يجب أن تكون الأسماء ذات طبيعة قبلية، أما في كلية العلوم فالأفضلية للأسماء ذات البعد الشيعي! من ناحية أخرى، يتناول البغيلي مسألة «دكتاتورية الدكاترة»، والمتمثلة في التسلط في القرارات والعلاقات. ويطرح البغيلي في هذا الصدد سؤالا خطيرا عن طبيعة هذا التسلط وما إذا كان هو «تسلط موجه نحو فئة معينة من الطلبة أم على جميع الطلبة؟» وما يحاول أن ينبهنا له البغيلي، وعلى استحياء، هو تلك التصرفات العنصرية والطائفية التي يرتكبها بعض الدكاترة ضد الطلبة الذين ينتمون لجماعات اجتماعية مغايرة، وهو أمر شاهدته عندما كنت رئيسا لمكتب التوجيه والإرشاد في كلية العلوم الاجتماعية. وبناء عليه، يجب على جامعة الكويت أن تبحث وبجدية هذه المسألة حتى لا تصبح الجامعة مرتعا لأصحاب النفوس العنصرية المريضة. بعد ذلك يتناول البغيلي عملية «تخلخل معايير القيم والعدالة» والمتمثلة في توزيع الدرجات، وهي معايير تختلف باختلاف الدكتور نفسه، ما يشكل، وكما يرى البغيلي، «خطرا على المنظومة التعليمية» في الجامعة، وهو أمر لا أتفق فيه مع السيد البغيلي لأن عملية رصد الدرجات هي أصلا مقننة نظريا، أما الحرية المتاحة فيها للدكتور فإنها تدخل من ضمن سياق الحرية الأكاديمية التي يجب ألا تمس. إلا أنني أتفق معه في خطورة نمو ظاهرة «المصالح القاهرة» في رحاب الجامعة، والتي تقوم على استخدام بعض الدكاترة للطلبة، بخاصة أبناء الشخصيات السياسية والتجارية، بقصد تطوير علاقاتهم مع أصحاب النفوذ لتحقيق مآرب ومصالح ذاتية. ثم ينتقل البغيلي بعد ذلك إلى موضوع في غاية الأهمية هو «أزمة تدني المستويات» التي تعكس ضحالة المستوى التعليمي والفكري عند الطالب الجامعي، والتي يرجعها البغيلي إلى أربعة أسباب هي (1) ضعف مخرجات التعليم المتوسط والثانوي، (2) التفاوت الكبير بين الطلبة في مستوياتهم وعدم تأقلمهم مع بعضهم ومع النظام التعليمي، (3) القيم والطموحات الطلابية الباهتة والمظهرية، و(4) ضعف الإدارة الجامعية!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق