الثلاثاء، 19 مايو 2009

المدير بين فنون الإثارة والإدارة

لقد قلت لي في البداية أنه لا يوجد أحسن منه ويحب عملك، فكيف تغير؟!هذا كان في الماضي أما الآن فلا شيء يعجبه وأصبح يستغل أي فرصة لمهاجمتي... أتعرفين على الرغم من أنه في بداية التحاقي بالعمل لم أكن أجيد عملي مثل اليوم حيث اكتسبت خبرة، إلا أنه كان وقتها يكيل إلي المديح لإقبالي على العمل، أما حاليا بعد اكتسبت الخبرة وأصبحت متأكدة من قدراتي فلم يعد يعجبه ما أفعله مهما اجتهدت....فهمت السيناريو.. في البداية تركني على هواي ولم يستعجل أهدافه الدنيئة، لكن بعد فترة نفد صبره فأنا لم أقبل دعواته ولم أعطيه أي مجال لإقامة.....ماذا أفعل فهل أستمر على هذا الوضع؟ خاصة وأنه يبحث عن أي شيء ليفصلني؟ ربما إذا غيرت العمل أتعرض للموقف ذاته، وهذا ليس حلاً ... لم أجد جواباً شافيًا لصديقتي سوى أنني حاولت أن أؤازرها معنوياً وأنصحها بمتابعة المعركة! لكن صديقتي ليست الوحيدة التي تعاني من هذه المشكلة، وكنت سمعت العديد من الحكايا قبلها، فبعد أن أصبحت السلطة لدى الأشرار فماذا يفعل الأخيار؟ فأولئك يصلون إلى المناصب ليس عبر الكفاءة أو التدرج الوظيفي وإنما يسلكون أساليب غير نزيهة، وهؤلاء أناس تتبرأ منهم كراسيهم.....وليس الجنس اللطيف الذي يعاني وإنما شرهم يعم الجميع، وأعرف صديقًا آخر مشكلته أن مديره لا يعجبه أي شيء، وحسب علم النفس أن الشخص الذي لا يعجبه أي شيء فهذا يدل على الخوف من تفوق الآخرين... إذ ينفس هذا المسئول الضعيف عن عقده بكبت الآخرين ولا يعطيهم المجال للتنفس أو الإبداع.... وأثبتت تجارب علماء العلوم الإنسانية صحة مقولة: "أنا مثل ما يراني الآخرين" وهي تجربة أثبت عالم نجاحها بأن اختبر تلاميذ مدرسة، ثم أجرى امتحان لهم وأعطى الناجحين علامة الفاشلين والفاشلين علامة الناجحين، وكانت النتيجة بعد نهاية العام الدراسي أن أصبح النجباء فاشلين والفاشلين نجباء. فإذا بقي هذا المدير يقول عن موظفه فاشل فاشل فاشل؟ فكيف تتوقعون منه النجاح؟صديق آخر قال لي أنا لا اتفق مع مديري لأنه يريدني أن أصبح جاسوساً! وأراقب له كل تصرفات الموظفين وتحركاتهم في الكواليس! إلا درجة أن أتجسس حتى على المكالمات التي يستقبلوها! وهو أيضاً يعيش على سياسة "فرق تسد" فيضيق صدره إذا اتفق موظفان وتعاونا كأصدقاء، فيحاول أن يخلق جو مشحون بينهما، وحسب رأيه لا يريدهما أن يكونا على توافق حتى لا يتفقون عليه! وما ينفك يوقع بينهما بنقل كلام كاذب، فأين الاحترافية وأخلاقيات المهنة؟ّ! وبدلاً أن تكون المنافسة الشريفة يتحول جو العمل إلى معركة تصفية حسابات شخصية!تخيلوا أن صديقًا آخر قال لي أنه تحت قيادة مدير يجمع هذه الصفات كلها....مسكين!حكايات المدراء لا تنتهي وكثير منهم دخلاء على المهنة، ومع هذا فإن تعلم فنون الإدارة ليس عيباً ليطور المدير نفسه بالدراسات الأكاديمية والدورات التدريبية وإلا كيف ستنجح الشركات؟!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق