الأربعاء، 20 مايو 2009

الإدارة الخفية ؟!!

طبعا عندما يعين مسؤول ما في مسؤولية جديدة فإن المؤمل عادة من هذا التعيين ان يكون من اجل العمل على رفع درجة خدمة وأداء هذه المسؤولية إلى الأفضل او من اجل تلافي بعض المشاكل والسلبيات في ذلك الجهاز ؟ وهذه قاعدة عامة في معظم القرارات والأوامر الإدارية ؟؟!
لكن هل تعيين مثل هذا المسؤول يمكن القول انه أجراء كاف لتحقيق النجاح ومن اجل الهدف المنشود من قرار التعيين .. بمعنى هل هو قرار كاف لتحقيق ذلك الهدف ؟؟
بالطبع في معظم الأحوال تكون معظم هذه القرارات ومثل هذه التعيينات غير محققة لهدفها بالدرجة وبالسرعة المطلوبة .. وذلك لعدة عوامل ومبررات اهمها انه جرت العادة على إهمال او تناسي أن تحت ذلك المسؤول الجديد طاقماً إدارياً مستمراً ومستديماً .. هذا الطاقم ظل يعمل ويعمل لسنوات طويلة في مراكزه دون تغيير ودون اى انتباه له .. ومثل عناصر هذا الطاقم الإداري استطاعت بسبب ديمومته الطويلة في مواقعه ان تكوّن لها بيئة إدارية معينة واستطاعت من خلالها إيجاد قوى خفية وعجيبة لنفسها حتى تمكنت من السيطرة تدريجيا على تطلعات وعلى طموحات هذا المسؤول الجديد وبالتالي إدخاله شيئا فشيئا تحت مظلة البيئة الإدارية الخاصة بها دون ان يدرك هذا المسؤول ذلك ؟؟ وبالتالي فشل هذا المسؤول أمام تطلعات الآخريين وخابت التوقعات فيه واختلف الأمر وتغيرت الآراء والسلوكيات عن بداية المهمة ؟؟؟
طبعا قد لا تكون مثل هذه البيئة الإدارية المستديمة الراسخة جذورها في مثل هذا الجهاز الإداري بيئة ذات أهداف سلبية بالدرجة السيئة جدا التي قد يتصورها القارئ ..؟؟!! ولكنها في اقل الظروف والأحوال ستكون بيئة عملية ذات سلوكيات إدارية متأخرة جدا وغير مسايرة لاحتياجات العصر؟؟ ومن أهم هذه السلوكيات الإدارية السلبية البيروقراطية والنهج الإداري الذي تلزم الجميع بالسير عليه ؟!
هذا الوضع قد يتكرر كثيرا لذلك فان تناسي أو إهمال معظم العناصر التي تكون عادة في المستويات التالية للمسؤول الأول في الجهاز عند عملية التغيير وفي أكثر من عملية .. يسمح بنمو مثل هذه البيئة الإدارية في الجهاز مع مرور الزمن ويمنحها القوة والتسلط والدراية الكاملة بخفايا الأمور صغيرها وكبيرها مما يجعل من هذه البيئة سدودا منيعة في وجه اي مسؤول جديد يطمح أو يحاول او حتى يفكر في إحداث أي تغير أو تطوير يخالف او يعارض نسق هذه البيئة الإدارية.. لذلك فإن هذا المسؤول يجبر تلقائيا على الرضوخ لرغبات تلك البيئة من مبرر إما أن لديها الخبرة والعلم والمعرفة بطبيعة العمل ؟؟ او من مبرر أن مسؤولية التغيير في عناصر هذه البيئة ليست من استطاعته او ليست من اختصاصه ؟؟
لذلك تكون مثل هذه البيئة سببا مباشرا في فشل الكثير من المسؤولين .. ونظل بسبب هذه البيئة الخفية نخسر كفاءات وقيادات إدارية كانت مؤهلة وكان مؤملاً فيها لتقديم نجاحات وإنجازات لولا أنها وقعت في مواجهة هذا العناصر الإدارية المستديمة ؟؟ ولذلك فان اى مسؤول جديد في مسؤولية جديدة أصبح في حاجة ماسة الى إيجاد بيئة جديدة له ذات عناصر متعددة تأتي مع قدومه للمسؤولية ؟؟ وان بعض المسؤوليات تحتاج الى بيئة جديدة وشاملة أكثر من حاجتها إلى مسؤول جديد واحد فقط مهما كانت قدراته ومؤهلاته وكفاءته ؟؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق