الثلاثاء، 19 مايو 2009

لماذا تفشل مستشفياتنا ضعف الإدارة

في هذه السلسلة التي أحاول من خلالها طرح واقع طبي أليم تحول فيه دعم الدولة اللامحدود ودعم رجال الأعمال إلى مجرد أبنية شاهدة على عوار الإدارة الطبية. ما كنت لأتوقف مع ردود الفعل لولا الاتصالات الكثيرة من زملاء في الإدارة شكروني على الموضوع ولكنهم أبدوا عتبهم في عدم ذكر الإيجابيات وطلبوا مني أن أكون أكثر تفصيلا في الطرح.
ودخلنا في تفاصيل دقيقة حول توزيع الميزانية والترهل الإداري وأمور تمس العناية بالمريض وحقوقه وتسرب الأطباء. ومشاريع احتلت الصفحات الأولى ثم توارت ليحل محلها مشاريع جديدة. وأبنية أعيد حفل افتتاحها مرتين مرة مع البوابة قبل سنوات ومرة مع الممر من داخل المستشفى.
تكلموا كثيرا عن أسباب الإخفاق الكثيرة التي لم يروا نفسهم جزءا منها بحجة أنهم لايملكون الصلاحية، وكأنهم يملكون صلاحية العبث ويحرمون صلاحية التصحيح.
ذكروا أسباباً كثيرة للإخفاق والإحباط ولكنهم ركزوا على ثلاثة:
* قالوا انهم جزء من مجتمع يفرض الفشل بآليته ومؤسساته. وهذا ما لم أقبله-ليس تزلفا- ولكن لعلمي بأن ميزانية المستشفى تضاعفت خلال سنوات. ولهذا قلت بصريح العبارة قد أوكلت إليكم الإدارة ودعمتم من الدولة ورجالاتها وفوق الميزانية تبرع لكم أولو الأمر بمبالغ طائلة وسمحوا لكم بفتح عيادات مسائية. أي أن المسؤولين وفروا لكم كل سبل النجاح فلا تلصقوا بهم فشلكم لأن في ذلك تجنياً ونكراناً للجميل.
* ثم قالوا ان الهجمات الإرهابية ساهمت في نزوح الكثير من الأجانب. وتعجبت من هذا السبب، صحيح أن هناك من خرج خوف التعرض لاعتداء ولكن ما بالكم فيمن خرج من عندكم وعمل لدى مستشفيات أخرى في المملكة (يعني الارهابيون سيعتدون عليه عندكم وعند غيركم لا؟! هلا بحثتم عن أسباب أكثر دقة)
* ثم قالوا انهم يعانون من ضعف المدير التنفيذي (وبرغم كثرة المديرين التنفيذيين إلا أن هناك مديرا واحدا وهو من قصدوه بالضعف) وعجزه عن اتخاذ قرارات حازمة مما أدخلهم في دهاليز الترهل.
ُ فقلت إذاً يستقيل!
ُ فقالوا استقال فرفضت استقالته، وصدقني هذه رغبته.
ُ فقلت إذاً أنقل رغبته.
والغريب أن هذا النقاش دار مع أكثر من إداري تنفيذي وتشابهوا في الإجابة.
ولهذا دلالة واضحة!
فهم يعرفون بتقصيرهم، وربما يكونون قد ناقشوه كثيرا، وطرحوا هذه المبررات.
وهذا لايتنافى مع أنهم يحاولون النجاح.
ولكن الواضح أنهم فشلوا رغم تغير الوجوه والإدارات.
ولكن ما لم يتم تدارك الأمر فستتحول صروحنا الطبية إلى أعباء ساعدنا على إيجادها بصمتنا عن الخلل، وهذا ما أرفضه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق