الأربعاء، 20 مايو 2009

دور المعلم في الادارة الصفية المتميزة

الإدارة الصفية ذات أهمية خاصة في العملية التعليمية لأنها تسعى إلى توفير وتهيئة جميع الأجواء والمتطلبات النفسية والاجتماعية لحدوث عملية التعلم بصورة فعا لة . فالتعليم في رأي البعض هو ترتيب وتنظيم وتهيئة جميع الشروط التي تتعلق بعملية التعليم سواءً تلك الشروط التي لم تتصل بالمتعلم وخبراته واستعداداته ودافعيته , أم تلك التي تشكل البيئة المحيطة بالمتعلم في أثناء حدوث عملية التعلم , إن هذه الشروط والاجواء تتصف بتعدد عناصرها وتشابكها وتداخلها وتكاملها مع بعضها. مفهوم الادارة الصفية : أخذت إدارة الصف مدلولات ومفاهيم متعددة فهناك من يعرفها أنها: مجموعة النشاطات التي يقوم بها المعلم لتأمين النظام في غرفة الصف والمحافظة عليه . ويلاحظ في هذا التعريف أنه يقوم على أساس تركيز مهمة الادارة الصفية في المعلم وينظر الى الادارة على أنها موجهة نحو حفظ النظام الصفي فقط. فهو تعريف يستند على الفلسفة التسلطية في الادارة من جهة وهو محدود في مضمونه من جهة اخرى. أما التعريف الاخر فيرى أن الادارة الصفية هي : ( مجموعة من النشاطات التي يؤكد فيها المعلم على إباحة حرية التفاعل للتلاميذ في غرفة الصف). ويتبين من هذا التعريف أنه يأخذ الاتجاه الفوضوي في الادارة الذي يؤمن بإعطاء الحرية المطلقة للتلاميذ في غرفة الصف وهو إتجاه متطرف ، أما من وجهة نظر أصحاب المدرسة السلوكية في علم النفس فإن إدارة الصف تمثل مجموعة من النشاطات التي يسعى المعلم من خلالها إلى تعزيز السلوك المرغوب فيه لدى التلاميذ ويعمل على إلغاء وحذف السلوك غير المرغوب فيه لديهم. وهناك تعريف يرى أن الإدارة الصفية تمثل مجموعة من النشاطات التي يسعى المعلم من خلالها إلى خلق وتوفير جو صفي تسوده العلاقات الاجتماعية الإيجابية بين المعلم وتلاميذه وبين التلاميذ أنفسهم داخل غرفة الصف. وبذلك يمكن تحديد مفهوم إدارة الصف على أنها تلك العملية التي تهد ف إلى توفير تنظيم فعال ,وذلك من خلال توفير جميع الشروط اللازمة لحد وث التعلم لدى التلاميذ بشكل فعا ل. أهمية الادارة الصفية : يمكن تحديد أهمية الإدارة الصفية في العملية التعليمية من خلال كون عملية التعليم الصفي تشكل عملية تفاعل إيجابي بين المعلم وتلاميذه , ويتم هذا التفاعل من خلال نشاطات منظمة ومحددة تتطلب ظروفاً وشروطاً مناسبة تعمل الإدارةالصفية على تهيئتها, كما تؤثر البيئة التي يحد ث فيها التعلم على فعالية عمليةالتعلم نفسها, وعلى الصحة النفسية للتلاميذ , فإذا كانت البيئة التي يحد ث فيها التعلم بيئة تتصف بتسلط المعلم , فإن هذا يؤثر على شخصية تلاميذه من جهة, وعلى نوعية تفاعلهم مع الموقف التعليمي من جهة أخرى. ومن الطبيعي أن يتعرض الطالب داخل غرفة الصف إلى منهاجين: أحدهما أكاديمي والآخر غير أكاديمي , فهو يكتسب اتجاهات مثل:الانضباط الذاتي والمحافظة على النظام , وتحمل المسؤولية , والثقة بالنفس , وأساليب العمل التعاوني , وطرق التعاون مع الآخرين , واحترام الآراء والمشاعر للآخرين .إن مثل هذه الاتجاهات يستطيع التلميذ أن يكتسبها إذا ما عاش فيأجوائها وأسهم في مما رستها وهكذا فمن خلال الإدارة الصفية يكتسب التلميذ مثل هذه الاتجاها ت في حالة مراعات المعلم لها في إدارته لصفه . وخلاصة القول أنه إذا ما أريد للتعليم الصفي أن يحقق أهدافه بكفاية وفاعلية فلا بد من إدارة صفية فعالة . المجالات الهامة للادارة الصفية : إن المعلم الجيد هو المعلم الذي يهتم بإدارة شؤن صفه من خلال ممارسته للمهمات التي تشتمل عليها هذه العملية بإسلوب ديمقراطي يعتمد على مباديء العمل التعاوني والجماعي بينه وبين تلاميذه في إدارة هذه المهمات التي يمكن أن تكون أبرز مجالاتها على النحو التالي: 1- المهمات الادارية العادية في إدارة الصف :- هناك مجموعة من المهمات العادية التي ينبغي على المعلم ممارستها والأشرا ف على إنجازها وفق تنظيم يتفق عليه مع تلاميذه , ومن بين هذه المهمات : أ ـ تفقد الحضور والغياب. ب ـ توزيع الكتب والدفاتر. ج ـ تأمين الوسائل والمواد التعليمية. د ـ المحافظة على ترتيب مناسب للمقاعد. ه ـ الأشراف على نظافة الصف وتهويته وإضاءته. مثل هذه المهمات وأن بدت مهمات سهلة بسيطة ولكنها مهمة وأساسية وأن إنجازها يضمن سير العملية التعليمية بسهولة ويسر , ويوفر على المعلم والتلاميذ الكثير من المشكلات , بالإضافة إلى توفير في الجهد والوقت , في حالة اعتماد المعلم لتنظيم واضح ومحدد ومتفق عليه بينه وبين تلاميذه لأنجا زها على أساس اعتماد مبدأتفويض المسوؤلية. 2ـ المهمات المتعلقة بتنظيم عملية التفاعل الصفي : تمثل عملية التعليم عملية تواصل وتفاعل دائم ومتبادل ومثمر بين المعلم وتلاميذه أنفسهم , ونظراً لأهمية التفاعل الصفي في عملية التعليم , فقد احتل هذا الموضوع مركزاً هاماً في مجالات الدراسة والبحث التربوي , وقد أكد ت نتائج الكثير من الدراسات على ضرورة إتقان المعلم مهارات التواصل والتفاعل الصفي , والمعلم الذي لا يتقن هذه المهارات يصعب عليه النجاح في مهماته التعليمية ويمكن القول بأن نشاطات المعلم في غرفة الصف هي نشاطات لفظية ويصنف البعض الأنماط الكلامية التي يدور في غرفة الصف في كلام تعلمي , وكلام يتعلق بالمحتوى , وكلام ذي تأثير عاطفي. ويستخدم المعلم هذه الأنماط لإثارة اهتمام التلاميذ للتعلم ولتوجيه سلوكهم وتوصيل المعلومات لهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق