الجمعة، 15 مايو 2009

الإدارة في الجامعة فن وقيادة أم روتين وسيادة؟

حتى لا يكون العنوان مضللاً أستميحك القارئ بالبدء بتعريف المقصود بالإدارة في الجامعات، هل المقصود هو مدير الجامعة؟ أم العمداء؟ أم مديرو الإدارات؟ أم رؤساء الأقسام؟ أم المقصود بها الإدارة العامة للشئون المالية والإدارية بالجامعات؟ أم ماذا؟. إنها في نظري منظومة الإدارة بمفهومها الشامل أي بتبسيط الأمر إنها الجانب الإداري في العملية التعليمية في الجامعات وتشمل السلطات الإدارية المتاحة لأصحاب المناصب أو الأعمال السابقة (كل من يقوم بعمل إداري يخص الطالب أو الأستاذ أو الموظف في الجامعة) من حيث التسجيل والإضافة والمكافآت والرواتب والانتداب والسكن والإعارة وتنظيم الجلسات والتفرغ العلمي وأمور البحث العلمي وحساب الإجازات ومكافآت أعضاء هيئة التدريس في اللجان وإجراءات الترقيات العلمية والتعيين والإعلانات عن وظائف أو مسابقات وظائف أو ترشيحات أو تعبئة استمارات أو نماذج أو حراسات أو اتصالات أو بريد صادر ووارد أو أي نمط من أنماط الأعمال الروتينية المسهلة لاستمرارية العمل الأكاديمي والوظيفي للجامعة، مثلها مثل بقية الأعمال الإدارية الأخرى المسهلة الميسرة لاستمرارية أعمال المصالح والدوائر الحكومية الأخرى وزيادة على ذلك تشمل الإدارة في الجامعة من يقوم بالإشراف والإدارة على تصميم وتخطيط البرامج والمناهج الدراسية والبحثية. فهل تلك هي كل الأعمال الإدارية أو مفهوم الإدارة في الجامعات؟ إنها أكبر من ذلك بكثير، إنها بالإضافة إلى ما سبق تمثل كيفية تيسير واختصار وتبسيط العلاقات والاتصالات وتنظيمها داخل مؤسسة الجامعة وخارجها وخدمة العمل الأساسي للجامعة في التدريس والبحث العلمي وخدمة المجتمع والارتقاء بتلك الوظائف وتسخير الإمكانات من خلال السلطة والصلاحية المخولة للإنجاز والإبداع والمبادرة، ويأتي على رأس هرم التغيير والتطوير والارتقاء الإدارة العليا في الجامعة والتي تشمل (مدير الجامعة ووكلاءه وجهازه الإداري) فهم أساس حل المشكلات واتخاذ القرارات وإحداث التغيير في كافة مستويات الإدارة في الجامعة. بل هم القادرون على تذليل الصعاب والعقبات وعمل المبادرات والبحث للارتقاء بالإجراءات والأساليب التي تجعل من الرضا بين الطلاب والأساتذة في تحقيق حاجاتهم ومتطلباتهم وتحفيزهم وتشجعهم ومكافآتهم على الإنجاز والإبداع هدفاً استراتيجياً ومثل هذا النوع من الإدارة لا يكتفي بتشجيع الإنجاز البناء والإبداع من قبل المنسوبين، بل يفرح ويسر بتحقيق النجاحات ويعتبر أي نجاح هو مفخرة للجميع و الكل يعيش في بيئة واحدة، متعاونة منتجة آمنة مطمئنة. كما أن الإدارة العليا في الجامعة (أي جامعة) هنا ترتبط بمفهوم القيادة على اعتبار أنها تقود مسيرة العمل الجامعي تخطيطاً وتنفيذاً ومتابعة وتنظيماً. وهو ما عنيناه في عنواننا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق