الجمعة، 27 مارس 2009

التسلط الإداري وقصر النظر

ما إن بزغ الفجر بنوره حتى طارت الطيور من أوكارها بعد نوم هادئ في ليلة وادعة طارت لتستنشق ريح الصبا مع انتشار الخيوط الذهبية من الشمس ولتطلب عيشها لافراخها الصغار في اوكارها آمنة مطمئنة, وكذلك الانسان ما هو إلا كهذه الطيور مع إطلالة كل صباح جميل يقوم مبكراً حتى يذهب الى عمله بحثا عن الرزق الذي ينشده هو وأولاده ولكن ها هو أبو ,,,, كلما جاء صباح جميل تمعر وجهه وضاق صدره يا سبحان الله: ما هو السبب يا ترى؟ وبعد الحاح مع هذا الموظف المستخدم المسكين والذي يصرف على عائلتين مع والديه قال: المشكلة ليست الوظيفة ولا العمل ولكن مشكلتي تكمن مع سعادة المدير الموقر وكأني جئت لأعمل عنده من شقائي وقلة بركتي, لأتفه الاسباب يتلفظ علي عند بقية زملائي بألفاظ يتحير لها فكر العاقل وسأعطيك على ذلك مثالا واحدا : دخل سعادته علي وقال لا تنسى انك مستخدم عندي مما يجعلك تعمل اي عمل اسنده إليك فاهم وإلا لا نعم طال عمرك عسى اللي خصّني بالفقر ما ينساك, فكيف تريد مني يا أخي ان اعمل مع هذا المدير الذي اهانني امام زملائي والخافي أعظم,وسمعت بموقف آخر ومع موظف محترم خلوق بعد ان دخل ووقع للحضور اخذ احدى الصحف اليومية ولما هم بالخروج قال سعادة المدير : عفواً أبا محمد دع الصحيفة هنا , فما كان من هذا الموظف المحترم إلا ان ردّها إلى مكانها وقال آسف سعادة المدير (الله لا يطيل شدّة) فقلت سبحان الله امثل هذا يوجد في بني البشر؟ قال أحمد الله على العافية نحن في حالة لا نحسد عليها ، فقلت له ألا ناصحتموه وخوفتموه بالله تعالى وذكرتموه بقول المصطفى صلى الله عليه وسلم اللهم من تولى على أمتي أمراً فشق عليهم فاشقق عليه فقال يا أخي أنت في واد,, وهو في واد هذا رجل جبل على حب المظهر والذات لا يرى الناس شيئا اليوم يصدر تعميما وغدا ينقضه واليوم يرى رأيا وغدا يخالفه, في كل صباح مشرق يطالعنا يرى جديد في مكتبه غلب عليه حب المظهر والبهرجة, والتسلط الاداري والنفوذي لاهم له إلا نفسه إن خالفته في رأيه فأنت ضده, وإن وافقته على خطئه فأنت الناصح الأمين.يا أخ,, في يوم من الايام اخطأ عامل النظافة خطأً طفيفا فانقض عليه كالاسد وقال بصوت مرتفع انت ما فيه معلوم شغل انت لازم قص راتب بعدين تسفير ضحك العامل بكل هدوء وقال ما فيه مشكل مدير انت فيه قوي كبير وأنا ضعيف ولكن انا وأنت سوى سوى عند الله يوم قيامة فجلس على كرسيه لا يحير جواباً وما أحسن قول الشاعر.
تنام عينك والمظلوم ساهرة
يدعو عليك وعين الله لم تنمفقلت له كفى كفى عافانا الله مما ابتلاه به يا أخي هذا مريض مرض حب الذات والمظهر والغطرسة ولكن ما طار طير وارتفع إلا كما طار وقع ويالله لا تطيل علينا شدة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق