الجمعة، 27 مارس 2009

وزارة الثقافة تتحدث عن تعسف الإدارة على التحرير بالصحف السعودية

تحدث وكيل وزارة الثقافة والإعلام الدكتور عبدالله الجاسر أمس عن وجود ضعف في العمل الإعلامي وتراجع في مستوى الإبداع لدى كثير من المؤسسات الإعلامية في المملكة.وعبر عن أن مستقبل الإعلاميين السعوديين "مقلق"، وذلك بسبب تدخل الشؤون الإدارية في بعض المؤسسات الإعلامية بأمور التحرير والنشر، وتغليب المصالح المالية على مصالح الإعلام.وأوضح الجاسر لـ "الوطن" أمس، أنه لابد من إيقاف التعسف ضد مواهب الإعلام السعودي، بعد أن بدأت هذه المواهب بالفعل في مغادرة قطاع الإعلام بسبب تسلط بعض مديري المؤسسات الصحفية على التحرير في كثير من الصحف الصادرة في المملكة.وقال إن الأدهى من ذلك هو أن جزءاً من المتسربين من صحف محلية وإقليمية مملوكة برساميل سعودية اتجهوا إلى خارج المملكة، في إشارة منه إلى وجود بوادر هجرة للعقول المبدعة بحثا عن فرص لدى مؤسسات إعلامية في الخارج.وشدد على أن غالبية مديري عموم المؤسسات الصحفية يمارسون عملهم الإداري والمالي في المؤسسة وكأنها مؤسسة شخصية آلت إليهم بالوراثة. وشدد أيضا على أن صحافة الأفراد انتهت إلى غير رجعة وأن المؤسسات الموجودة حاليا هي "مؤسسات صحفية كبرى لها جمعيات عمومية ولها مجالس إدارات".وانتقد وكيل وزارة الثقافة والإعلام بشكل صريح ومباشر "تسلط المسؤولين الإداريين والماليين في المؤسسات الصحفية وحتى في أجهزة الإذاعة والتلفزيون على مهنة التحرير والإعلام بشكل عام"، وقال "إنهم سبب رئيسي في ضعف العمل الإعلامي وقلة الإبداع فيه". وأكد أن الإدارة والمال وجدا من أجل العمل الإعلامي لا إعاقته، وأن دورهما هو خدمة المهنية الإعلامية سواء في مجال الصحافة أو الإذاعة والتلفزيون.وبعد أن استشعر قسوة رأيه ضد إدارات المؤسسات الصحفية، قال "إن الرأي الذي أطلقته تم تخفيفه إلى أقصى حد (...) لابد من ضرب الجرس وليس تعليقه فقط حتى تتنبه إدارات الصحف إلى حقوق الصحفيين وتكف عن ممارسة التعسف ضد المواهب الإعلامية".وفي هذا الخصوص، قال رئيس هيئة الصحفيين السعودية تركي السديري لـ"الوطن" إنه يتفق مع ما جاء على لسان وكيل وزارة الثقافة والإعلام، وإن مهمة المدير العام في المؤسسات الصحفية هي خدمة التحرير، وليس خدمة مصلحة الشأن الإداري.وقال إن من المآخذ على إدارات المؤسسات الصحفية هو عدم وضع زيادات سنوية للمحررين، فضلا عن عدم إشراكهم بالحصول على نسبة من الأرباح، خاصة أن معظم المؤسسات الصحفية رابحة، بل إن ثلاث مؤسسات تحصل على أرباح يمكن وصفها بأنها خيالية، أما البقية فهي تربح أيضا ولكن أرباحها متوسطة. وأضاف أنه لابد من أن يتم الصرف على تطوير الكوادر التحريرية من خلال ابتعاثهم للدراسة في الخارج وأن تتاح لهم دورات تدريبية لتنمية قدرات الموهوبين.وهنا أوضح مدير عام مؤسسة عسير للصحافة والنشر حاتم مؤمنة أن التسلط على التحرير غير مقبول مهما كانت المبررات، معتبرا أن دور الإدارة في أي مؤسسة إعلامية هو تحديد هدف معين ومن ثم وضع الخطط الإستراتيجية التي يتم من خلالها بلوغ الهدف.وأفاد مدير عام مؤسسة عسير وهي المؤسسة الناشرة لصحيفة "الوطن" أن دور الإدارة يتمثل في وضع الخطط الإستراتيجية لدعم التحرير والقطاعات المختلفة في المؤسسة، في سبيل الوصول إلى هدف محدد، مشددا على أهمية تحديد الهدف أولا.وبين أن الإدارة في مؤسسة عسير تعمل حاليا على تطوير الكوادر البشرية في المؤسسة، بعد أن تم وضع خطط للتطوير الوظيفي، تقوم على التدريب الأكاديمي والتدريب العملي، كاشفا عن وجود خطة لوضع مرشد تحرير لكل محرر من المحررين الذين لا يملكون خبرات طويلة في مجال عملهم.وقال إن المرشدين سيكونون من المحررين ذوي الكفاءة والخبرة في مجال العمل الصحفي، وستكون مهمتهم نقل الخبرات الموجودة لديهم إلى زملائهم الذين هم أقل خبرة منهم في هذا الجانب.وعاد مرة أخرى تركي السديري الذي يرأس أيضا التحرير في صحيفة "الرياض" ليشدد على أن العلاوة السنوية والمشاركة في الأرباح تزيدان من انتماء الصحفي للمطبوعة التي يعمل فيها، وتشعرانه أيضا بأنه لا يختلف عن وضع موظفي الدولة الذين يحصلون على علاوات سنوية.ولم يتفق مع رأي الجاسر مسؤول يعتبر الرجل الثاني بعد رئيس التحرير في مطبوعة محلية (فضل عدم ذكر اسمه)، وقال : إن الهيمنة الطاغية في كثير من المؤسسات الصحفية هي لرؤساء التحرير، معتبرا أنه كان على وكيل الوزارة إلقاء بعض الضوء على سطوة رؤساء التحرير أيضا ، وليس على مديري عموم المؤسسات الصحفية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق